المغربشمال إفريقيامجتمع
“ثورة العطش” بالمملكة تضع نجاعة “سياسة السدود” على المحك

بعد خروج سكان عدد من المداشر والقرى للاحتجاج بسبب “أزمة العطش”، ودخول الملك على خط تدبير هذه الأزمة، بتنبيهه، خلال المجلس الوزاري المنعقد أمس الاثنين، إلى الخصاص الحاصل في الماء الشروب ومياه الرعي، أصبحتْ “سياسة السدود” التي نهجها المغرب طيلة عقود، لتأمين حاجياته من المياه، على المحك، خاصة في ظلّ شُحّ التساقطات المطرية خلال السنوات الأخيرة.
الأمر الذي وجّهه الملك خلال المجلس الوزاري إلى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، لإنشاء لجنة تسهر على البحث عن حلول لمشكل العطش الذي تعاني منه عدد من المناطق، سبقه اعتراف رئيس الحكومة بوجود 37 مركزا تعاني من العطش، متعهدا بوضع جدولة زمنية لإيجاد هذه المراكز من أزمة ندرة المياه في أفُق سنة 2018.
حديث العثماني عن التوجّه صوب البحث عن بدائل أخرى لتوفير المياه، مثل تحلية المياه، يكشف أنّ التعويل على مياه السدود لوحدها، كما كان عليه الحال طيلة السنوات الماضية، لم يعُد مجديا.
وفي هذا السياق، يرى عبد الرحيم لخويط، المتخصص في الهندسة المدنية، أنّ على المغرب أنْ يلجأ إلى حلول بديلة، وعدم الاعتماد على “سياسة السدود”، التي يراها “فاشلة”.
لخويط، الذي يشتغل أستاذا جامعيا بكندا وبجامعة تبوك السعودية، قال لهسبريس إنّ المشكل الأساسي الذي يعاني منه المغرب هو غياب التوزيع العادل للثروة المائية؛ ذلك أنَّ المياه المخزّنة في السدود لا يُمكن إيصالها إلى كل المناطق، وهو ما يجعل المناطق القريبة من هذه السدود مزودة بالمياه، في حين أن المناطق الأخرى لا تصلها المياه.
ولتجاوز هذا الإشكال، يرى المتحدث ذاته أن على المغرب أن يفكر في إنشاء بحيرات اصطناعية صغيرة الحجم، تكون قريبة من المداشر والقرى النائية، بهدف تسهيل إيصال الماء إليها، عبر مواسير، ما دام أنّ السكان القاطنين في هذه المناطق، وخاصة الجبلية منها، يصعب عليهم النفاذ إلى المياه الجوفية، بسبب عمقها، ما يتطلب تكاليف باهظة.
وبخصوص المناطق الساحلية، قال لخويط إنَّه بالإمكان توفير المياه لها، عبر تحلية مياه البحر. وبالرغم من أنّ تكلفة هذه العملية باهظة، فإنّه يرى أن الوصول إلى حلول لا تتطلب إمكانات مالية كبيرة أمر ممكن، إذ يمكن الاستعانة بالطاقة البديلة، خاصة أن المغرب يسير في هذا الاتجاه، داعيا إلى إشراك الجامعات المغربية في عملية البحث عن الحلول؛ “فلا يوجد شيء مستحيل إذا تحركت أدمغة الباحثين من مهندسين وغيرهم في الجامعات والمختبرات”، يقول المتحدث.
هسبريس – محمد الراجي