بورتريهشأن دولي

صالح … الـ”فقير” الذي تسلق سلم السلطة وهرب من الموت قبل أن يزحف إليه (فيديو)

 

 

 

أسدلت المعارك الشرسة التي شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء، خلال الأيام الأخيرة، الستار على مسيرة طويلة في حياة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، والذي جرى قتله بطريقة بشعة أثناء محاولته الفرار إلى مدينة مأرب.

وولد صالح سنة 1942 بإحدى القرى اليمنية خارج صعناء لأسرة فقيرة، حيث تلقى أولى صدماته في الحياة بعد أن فقد والده مبكرا ليتربى على يد زوج والدته، في ضواحي صنعاء

أثناء طفولته الأولى، عمل صالح راعيا للأغنام، فيما تلقى تعليمه الأولي في كتاب القرية قبل أن يلتحق بالجيش وهو في سن 1958.

بدأ صعود صالح على سلم السلطة انطلاقا من نشاطه بالجيش، حيث التحق في البداية بمدرسة ضباط الصف عام 1960 ليشارك بعدها في أحداث ثورة 1963 وتتم ترقيته إلى رتبة ملازم.

واستمر مسلسل صعود صالح عندما تعيينه قائدا للواء تعز برتبة رائد، ليصبح بذلك أكبر الشخصيات نفوذا في اليمن الشمالي، قبل أن يقفز إلى سدة الرئاسة سنة 1978 خلفا للرئيس أحمد الغشمي، الذي تم اغتياله بحقيبة مفخخة.

بدأ صالح حكمه لجمهورية اليمن الشمالي، بقرارات كان عنوانها البطش بمعارضيه، حيث اتخذ في العاشر من غشت 1978 قرارا بإعدام ثلاثين شخصا متهمين بالإنقلاب على حكمه.

سنة 1990 ومع انهيار الإتحاد السوفياتي، تم الإعلان عن الوحدة بين جزئي اليمن، الشمالي والجنوبي، ليستمر مسلسل تحقيقها لسنوات، وهو الأمر الذي تم سنة 1994 ليصبح صالح رئيسا لليمن الجديد.

سجل التاريخ لعلي عبد الله صالح معارضته لجلب قوات أجنبية والمشاركة في الحرب على العراق بعد احتلال هذا الأخير للكويت، فيما طبعت علاقته بالسعودية على الدوام بالتوتر.

حافظ صالح على تمسكه بالسلطة طوال عقود من حكمه لليمن، لكنه أعلن في يوليوز 2005 بأنه لن يرشح نفسه لفترة رئاسية أخرى، قبل أن يعود عاما بعد ذلك إلى التنصل من هذا الوعد، معتبرا أنه سيرشح نفسه استجابة “لإرادة الشعب”، على حد تعبيره.

كما استخدم صالح خلال حكمه الذي استمر أكثر من 30 سنة سلطة الجيش لتثبيث جلوسه على كرسي الرئاسة، حيث عمل على تسليم قيادة مختلف التنظيمات العسكرية إلى عائلته وأفراد قبيلته من بني الأحمر.

مع انطلاق الربيع العربي من تونس سنة 2011، انتفض الشباب اليمني على حكم صالح في حراك استمر سلميا لعدة أشهر، قبل أن يحول بطشه بمعارضيه “الإنفتاضة” إلى ثورة مسلحة.

في يونيو من السنة ذاتها، تعرض صالح لمحاولة اغتيال كادت تودي بحياته، حيث أدى انفجار قنبلة داخل قصره الرئاسي إلى إصابته بحروق بالغة قبل أن يتم نقله إلى السعودية.

IMG12120946

وفرت المبادرة الجليجية الخاصة باليمن عفوا خاصا وحماية من الملاحقة القضائية لعلي عبد الله صالح، حيث انتهت إلى تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في فبراير من سنة 2012 فاز فيها نائبه عبد ربه منصور هادي، فيما نال صالح حصانة كاملة من جرائمه ضد معارضيه.

لكن صالح لم يتوقف عن الخوض في قضايا اليمن قبل أن يعود إلى بلاده في وقت لاحق ويتحالف مع جماعة “الحوثي” للإطاحة بالرئيس الجديد منصور هادي.

استمر تحالف الحوثيين مع صالح حوالي ثلاث سنوات قبل أن تتفرق بينهم السبل، حيث اندلعت بينهم عدة معارك شرسة، كانت الغلبة فيها لأنصار “عبد الملك الحوثي” فيما كان نصيب صالح القتل أثناء فراره من العاصمة صنعاء اليوم الإثنين، الرابع من دجنبر 2017.

المغرب 24 بتاريخ 04 ديسمبر 2017

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق