إجتماعيةتقاريرشمال إفريقياليبيا
منظّمة العفو الدولية تكشف وجود انتهاكات و”أسواق نخاسة” لبيع المهاجرين في ليبيا ( صور)


أكّدت منظّمة العفو الدولية يوم الثلاثاء 12 ديسمبر 2017، الكشف عن مراكز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا تسيطر عليها جهات متعددة، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و”تجارة البشر”.
وأظهرت صور توثق هذه التجاوزات وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في “أسواق عبيد” حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
وبحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
ووفق شهادات “صادمة” لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات وحسب هذه الشهادات فإن مهاجرين في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسية لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
ويدير “سوق العبيد” ليبيّون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
وعلاوة على خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ”الكارثي”.
كما يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرّضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن “جواري للمتعة”.
وفي هذا السياق أكدت منظمة العفو الدولية تورّط عديد الدول الأوروبية “المتواطئة” مع السلطات الليبية في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وتعاملها مع مهربين تورطوا بدورهم في تعذيب مهاجرين ولاجئين.
هذا وأكدت منظمة العفو الدولية أنّ ليبيا تعتبر البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية وقضى حوالي 600 شخص في البحر منذ مطلع عام 2017 وقُتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.
تونس الرقمية