رأيشمال إفريقيامصر

عن ‘النظام المصري’ … و عن الثورات المغدورة باستمرار

 

 

 

افريقيا 2050 __ بوعجيلة: 

 

لم يكن غريبا أن تكشف ملفات المخابرات الصهيونية و البريطانية عن التسميم البطيء لجمال عبد الناصر عبر المادة التي كان يستعملها “الريس” للتدليك .و لم يكن غريبا أيضا انكشاف الادوار الغبية أو “الواعية” للصراعات المصطنعة التي أطلقها تارة “الاخوان” و تارة أخرى “اليساريون” في مواجهة “ثورة يوليو” و عبد الناصر بالذات لدفع عدد من “أركان ” نظامه الى ردود فعل “ديكتاتورية” تجعل “الثورة” في مواجهة “جماهيرها” كما عبر عن ذلك بمرارة في أحد خطاباته بحلوان بعد الأحداث الطلابية و العمالية و نقله للعلن لحواره مع وزير داخليته “شعراوي جمعة” .

ما يؤكد أن اختراق “النظام الجديد” و هرسلته بدأت منذ الأيام الأولى للثورة . بعد رحيل “الزعيم” سيكون “النظام المصري” بكل مؤسساته الثقافية و السياسية و الأمنية و العسكرية مسرحا للاختراقات لتحقيق الهدف الرئيسي و هو اخراج مصر من دورها و موقعها كقيادة للأمة في معركتها الرئيسية .و منعها من تحقيق “استقلالها” الوطني و قوتها كما تم مع حكومة مصدق الايرانية في نفس الفترة .

كان العمل على الاختراق منذ السنوات الاولى لثورة يوليو و قد خاطب جمال عبد الناصر أعضاء أسرة مجلة «الطليعة»، من الشيوعيين ممن أفرج عنهم في بداية الستينيات، قائلاً : «لولاي لكنتم الآن في الجبل»، ( المعتقلات) لا تتوقعوا مني أن أحملكم على كتفي حتى أنقلكم إلى الضفة الأخرى، ستواجهون عواصف و حيتانا “. في كتابه “اعترافات الزمن الخائب ” للمفكر و المعارض المصري اليساري الراحل غالي شكري فقرة جميلة رسخت في ذهني و أستحضرها باستمرار اذ يقول واصفا علاقة عبد الناصر باركان نظامه :” وتلك مأساة عبد الناصر العظيم.

إن جناحيه كانا مثقلين بريش متنافر الألوان والأشكال، أقله القليل يساعده على التحليق وأكثره الكثير يهبط به على الأرض، وهو في ارتفاعه وهبوطه مسؤول، ولكن مسؤوليته لا تنسينا المسؤولية العظمى للجناحين المثقلين بريش غاية في التنافر”.

الاختراقات للثورات تكون بقوى من داخل نظم الثورات نفسها تضع نفسها على ذمة الاعداء أو تكون أيضا بقوى من داخل هذه الثورات يكون تصرفها الغبي مع خصومها أو أصدقائها السابقين بصلف لا معنى له فيحولون الجميع الى أعداء لتلك الثورة مثلما يكون أيضا حتى بدفع “معارضات” وظيفية تتصور أنها تعارض أخطاء خصومها “الحاكمين ” فتمهد من حيث تعلم أو لا تعلم للثورة المضادة و للعدو الاجنبي طريق الاجهاز على الوطن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق