رأيشؤون إفريقيةشمال إفريقياليبيا

أكاديمي ليبي: نتائج المبادرة الفرنسية لن تكون بنكهة “التيرميسو الفرنساوي”

 

             قال الأكاديمي الليبي عقيلة دلهوم، إن الجهود الفرنسية في توحيد رؤية أطراف الحكم الفوضوي في ليبيا بجناحيه السياسي والعسكري، لن تؤتي ثمارها بنكهة التيرميسو الفرنساوي الذى سيحرص جميعهم على تناوله في ضيافة الماكر ايمانويل ماكرون.

وأوضح دلهوم -في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تحت عنوان “مشاركة بلا تفاصيل كثيرة”- أن فكرة تشكيل حكومة مشتركة يتقاسم فيها الطرفين السلطة، فشلت سابقا، بالرغم من كل الإغراءات التى قدمتها حكومة الوفاق لحفتر، كأن يكون قائدا عاما للجيش، ومنحه حصة في الحقائب الوزارية، وتعيين كبار المسؤولين في السفارات…الخ، بينما ظل حفتر متخوفا، وسيستمر في تخوفاته، خصوصا بعد أن قام السراج بتعيين قيادات عسكرية منافسة له، وظل حفتر يتحجج بعدم شرعية حكومة السراج من جهة، ثم يسارع تحت ضغوط مختلفة للاجتماع معه برغبة فرنسية حذرة نوعا ما، قائلا “في تصورى، الجميع سيكررون الكلام المعسول بالمقدمات الجميلة من المصالحة بين الليبيين والعدالة الاجتماعية إلى عودة المهجرين والعفو العام، وتسويق مفهوم التداول السلمي للسلطة في دولة مدنية ديموقراطية…ومكافحة الإرهاب…الخ،  ثم أخيرا، الدعوة إلى الانتخابات، وما أكثر التمنيات، هذه الانتخابات التي صرنا نتوقع فعلاً أن تكون أكثر عبثا بالمشهد، بعد هذه البوادر في الإقصاء والكيد، وتبييت التهم، والصاق الجرائم بالصادقين والمخلصين“.
وتابع “لكنهم سيختلفون حول الثقة في المؤسسة العسكرية الموحدة، الجيش، وسيظل الهاجس الذى ينزع الاستقرار الديموقراطي، ليس لأن رسالته الحقيقية تقوم على هذا المبدأ، بل لأن قياداته الحالية تجتهد لبلوغ الحكم عبر سطوة الجيش، شرقا وغربا، فكل الأطراف التى تجتمع في فرنسا تبحث عن ضمانات الحصة في كعكة الحكم، وليس المساهمة في مساحة بناء الدولة، سيتفقون هناك في الفنادق الفارهة،ويتصافحون بابتسامات باهتة، وربما يوقعون على أوراق جاهزة، ثم يرجعون الى شرفاتهم حيث صوت الرصاص، وتبدأ التفجيرات والمكائد، ليتكرر الفشل، لأن الإفشال لأي اتفاق هو الغاية، وبقاء الحال كما هو عليه أكثر نفعاً، لمن تلذذوا النشوة مع استمرار معاناة الناس“.

وأضاف دلهوم، “نحن نتابع مشهد هزلي أخر، يكمل لعبة الصخيرات، هيثم في طرابلس يؤدب السراج في بيته، ويخلع أظافره بالمقرضة الإيطالية، أما حفتر الذي سيظل يتباهى بنصر على بنغازي المدمرة، ويعقد الأمل على فوز لدوري رمضاني في درنة التي قد يضفي عليها ((البعض)) اسم المدينة الحصينة بعد أن تتلاشى معالمها، وينضب شلالها أو يتلون بالدماء، ليبيا ستعود مع اختفاء هذه الأطراف التي أجرمت وتأمرت ودمرت، من المؤسف انتظار الفرج من ماكرون ساركوزي“. على حد تعبيره.

المصدر: صحيفة الرأي العام التونسية بتاريخ 31 ماي 2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق