الجزائرتقاريرسياسيةشؤون إفريقيةشمال إفريقيا

أويحيى يدعو بوتفليقة للترشح لـ«ولاية خامسة»

دعا أحمد أويحيى رئيس الوزراء الجزائري وأمين عام التجمع الوطني الديمقراطي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح إلى ولاية رئاسية خامسة، مؤكداً أن الوقت حان للفصل في موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك في خطوة تهدف إلى اللحاق بحزب جبهة التحرير الوطني الذي سبق أن دعا الرئيس إلى الترشح لولاية رئاسية جديدة.

وأضاف في افتتاح اجتماع المجلس الوطني لحزبه الخميس أن الوقت قد حان للفصل في موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن الحزب ومن منطلق دعمه المتواصل للرئيس بوتفليفة يدعوه إلى الترشح إلى ولاية رئاسية خامسة في الانتخابات الرئاسية التي من المقرر إجراؤها الربيع المقبل.

وأكد رئيس الوزراء أن المجلس الوطني لحزبه «سعيد بدعوة المجاهد عبد العزيز بوتفليقة إلى الاستمرار في أداء مهمته وتضحيته في خدمة الجزائر، وأن التجمع الوطني الديمقراطي يؤكد له دعمه للاضطلاع بولاية جديدة كرئيس للجمهورية»، موضحاً أن الأمر يتعلق بـ»التزام يليق بروح التجمع الوطني الديمقراطي ومبادئه، التزام من أجل الاستمرارية والاسقرار، التزام من أجل الجزائر».

وخلال كلمته التي ألقاها أمام أعضاء المجلس الوطني لحزبه أثنى أويحيى على ما اعتبره إنجازات للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشيراً إلى أنه لا توجد بلدان كثيرة في الجنوب تحتوي على حرية التعبير الموجودة في الجزائر، ولا توجد دولة من الجنوب أو حتى من الشمال استطاعت أن توزع 50 ألف سكن في ليلة واحدة مثلما فعلت الجزائر في ليلة القدر في شهر رمضان الماضي، وكم من دولة نفطية استطاعت الصمود بعد انهيار أسعار البترول، وهذا على حد قوله كاف لتلخيص إنجازات الرئيس التي يستغرق ذكرها ساعات وساعات.

وذكر أن حزبه واع بأنه ما زال هناك الكثير مما يجب عمله لتجسيد مشروع الإصلاحات وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وكذلك المزيد من أجل ترقية ديمقراطية تعددية ثرية بتنافس البرامج، مما يتيح للمواطنين إمكانية الاختيار بينها، وأن التأخر المسجل على المستوى الداخلي هي نتيجة أيضا لدواع خارجية لا تتحكم فيها الجزائر، خاصة وأنها تواجه ظرفا دوليا اقتصاديا وسياسيا وأمنيا غير مضمون العواقب إطلاقا.

واعتبر أن هذا هو السياق الشامل الذي تتجه فيه بلادنا نحو الانتخابات الرئاسية المقررة في ربيع عام 2019، وهو موعد من شأنه أن يثير نشاطا سياسيا حثيثا يقول رئيس الوزراء، لكن ما هو غير طبيعي هو اشتداد حدة الانتقادات، بل وكذلك الشتائم الدنيئة التي تمس برموز الدولة، كما أنه من غير الطبيعي تلك الدعوات بخصوص ضرورة الذهاب إلى مرحلة انتقالية، وكأن الشعب السيد ليس له الحق في التعبير عن رأيه، منتقداً ما سمّاه المناورات السياسوية أو المخفية التي تسعى إلى زعزعة استقرار الجبهة الاجتماعية على حساب حق المواطنين في الاستفادة من الخدمة العمومية، وكذلك ارتفاع أصوات جزائرية تؤيد تهجم بعض المنظمات الأجنبية على البلاد لأسباب مختلفة وواهية، على غرار المسائل المتعلقة بالمهاجرين الأفارقة، أو الحق النقابي أو حرية الصحافة.

وتأتي دعوة أحمد أويحيى المتأخرة نوعاً ما مقارنة بغريمه حزب جبهة التحرير لتؤكد أن «سي أحمد» قرر الإذعان والتضحية بـ«قدره» وطموحه في الترشح إلى الرئاسة، لأن قرار ترشيح بوتفليقة قد صدر، ولأنه يريد الحفاظ لنفسه على مكان تحت الشمس، ومرة أخرى سيتفرج أويحيى على انتخابات رئاسية ويشارك فيها داعما لا مرشحا، وهو الذي قال ذات يوم من عام 2011 لما سئل من طرف صحافي عن مدى رغبته في الترشح للرئاسة سنة 2014 قائلا«: الرئاسة هي لقاء رجل مع قدره»، لكن يبدو أن لا قدر لأويحيى مع قصر المرادية طالما يريد بوتفليقة أن يكون قدره الرئاسة مدى الحياة.

كما أن إعلان أويحيى عن ترشيح بوتلفيقة لولاية رئاسية جديدة يؤكد أن ما فعله حزب جبهة التحرير لم يكن وحي خيال جمال ولد عباس أمين عام الحزب، وأن كل الكلام الدائر حول الولاية الخامسة منذ أشهر كان سيناريو من أجل تعبيد الطريق أمام الإعلان عنها رسميا، فضلا عن أن الملاحظ أن أويحيى مثله مثل ولد عباس لم يتكلما عن ولاية رئاسية خامسة بل استخدما مصطلح ولاية رئاسية جديدة، لأن «تسويق» المشروع قائم على أساس تفادي كلمة الخامسة واعتبارها إما ولاية جديدة أو ثانية على أساس الدستور الجديد المعدل سنة 2016.

المصدر: القدس العربي بتاريخ 22 جوان 2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق