تقاريرسياسيةشؤون إفريقيةشمال إفريقياليبيا

سلامة ومندوب ليبيا يطالبان المجتمع الدولي بحث الأطراف على التوافق وإجراء انتخابات دستورية

عقد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بداية الأسبوع الحالي جلسة لمناقشة الأوضاع في ليبيا، قد خلالها المبعوث الأممي غسان سلامة إحاطة عن الوضع في البلاد، مطالبا الدول الأعضاء بمجلس الأمن بالضغط على مجلس النواب للاضطلاع بمسؤوليته التاريخية وتحقيق هذا الهدف في التوقيت المناسب.

وخلال الجلسة حذّر المبعوث الأممي إلى ليبيا، مجلس الأمن الدولي من أن “حفنة” من أصحاب النفوذ الليبيين على استعداد لبذل كل ما في وسعهم لمنع حصول الانتخابات في البلاد، ومعلوم أن الأمم المتحدة تأمل بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في ليبيا في وقت لاحق العام الحالي، باعتبار أن اتفاق باريس حدد العاشر من كانون الأول/ديسمبر، لطي صفحة العنف المستمر منذ عام 2011.

وأبلغ غسان سلامة مجلس الأمن أنه بدون رسالة واضحة من القوى الكبرى في العالم إلى “هؤلاء الذين قد يسعون لوقف أو تعطيل الانتخابات، فلن يتم تحقيق الظروف الملائمة لها، وقال “بدون توافر الظروف الصحيحة، لن يكون من الحكمة إجراء الانتخابات، وأضاف أن مليون ناخب ليبي قاموا بتسجيل أنفسهم للمشاركة في الانتخابات، “لكن حفنة من الناس تتحدى هذه الإرادة الشعبية”.

وحذّر من أن “القلة التي استفادت من الظروف الراهنة ستبذل كل ما في وسعها لتعطيل إجراء الانتخابات”.

ورغم مطالبة سلامة، فإن مجلس الأمن أنهى جلسته المغلقة بدون توجيه أي تحذير لمعطّلي الانتخابات المفترضين.

وقال ممثل السويد لدى مجلس الأمن، كارل سكاو، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية، إن المجلس يجب أن “يتحدث بصوت واحد” ويدعم جهود سلامة.

وليبيا منقسمة بين حكومة في طرابلس تدعمها الأمم المتحدة، وأخرى مناهضة لها في الشرق تتمتع بدعم مصر وروسيا والإمارات.

وتأتي تحذيرات سلامة بعد شهرين من توافق قادة ليبيين متخاصمين خلال اجتماع في باريس، على إجراء انتخابات في 10 كانون الأول/ ديسمبر والالتزام بنتائج هذه الانتخابات، كما دعا مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة المهدي المجربي، المجتمع الدولي إلى ضرورة حث الأطراف الليبية على إيجاد صيغة توافقية، والتأكيد على إجراء انتخابات تسبقها ترتيبات دستورية للخروج من الأزمة.

وأكد المجربي في كلمته أمام مجلس الأمن على طلب المجلس الرئاسي تشكيل لجنة فنية تتولى مراجعة الإيرادات والمصروفات وتعاملات المصرفين المركزيين في طرابلس والبيضاء للمساهمة في توحيد المؤسسات المالية على أسس صحيحة والقضاء على الفساد المالي، وفق قوله.

واعتبر المجربي، أن هذه الخطوة ستقضي على الفساد المالي، وتضمن الاستقرار الاقتصادي، معربا عن أمله في الإسراع في تشكيل هذه اللجنة، مجددا التزام حكومة الوفاق الوطني بالعمل مع البعثة الأممية لتحقيق الاستقرار وإنهاء معاناة في ليبيا.

أشار المجربي، إلى تواصل التدخلات الأجنبية السلبية في ليبيا والتي أسهمت في تفاقم الأوضاع وزرع روح الفتنة، مشددا على أن التدخلات الأجنبية مرفوض من قبل الليبيين، لأنهم يريدون التعامل مع العالم بناء على الاحترام المتبادل وفق القانون الدولي.

وقال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة: “يجب على الدول الخارجية أن تفهم أن استقرار ليبيا يبني استقرار هذه الدول، خاصة أن بعضها تعاني من مشاكل مصدرة من ليبيا مثل الإرهاب والهجرة غير الشرعية، ولن يتم التمكن من القضاء على هذه المشاكل إلا بالتكاتف”.

أبو رسلان 

المصدر: صحيفة الرأي العام بتاريخ 19 جويلية 2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق