تقاريرسياسيةشؤون إفريقيةشمال إفريقياليبيا
هل سيتم جرّ حفتر إلى الأجندة الأمريكية الإيطالية ودمجه في الوفاق؟

اجتماع روما الذي أعقب حرب النفط في شهر حزيران/ يونيو الماضي، كشف عن تحول ظاهر في اتجاه السياسة الدولية حيال الأزمة الليبية، فقد كان الموقف واضحا وحاسما ضد قرار حفتر نقل تبعية الحقول والموانئ الواقعة في شرق البلاد إلى الحكومة المؤقتة التابعة للبرلمان، غير المعترف بها دوليا والثابت أن المتابعين للشأن الليبي قد تساءلوا يومها: هل يشكل القرار مقاربة جديدة لواشنطن تجاه الملف الليبي؟
الثابت أن التحول في الموقف الأمريكي تجاه ليبيا كان مؤثرا ويتبلور بشكل أو آخر في اتجاه المصلحة الايطالية، فقد دفع إلى تنشيط الدبلوماسية الفرنسية، فكان أن زار رئيسها ليبيا مؤخرا وطاف على أطراف النزاع للتأكيد على الأجندة الفرنسية التي تخالف الاتجاه الأمريكي الإيطالي، ذلك أن اجتماع روما جاء استدراكا على اجتماع باريس ومبادرة ماكرون لإنهاء النزاع الليبي، أضف إلى ذلك النشاط الظاهر لستيفاني ويليامز منذ اليوم الأول لتوليها منصبها، ثم قرار التفويض الأمريكي، جميعها تشير إلى أن واشنطن وروما غير راضيتين عن الأجندة الفرنسية تجاه ليبيا.
ورغم أنه لا دلائل أو مؤشرات على القول بأن تفويض واشنطن لروما ينطلق من فكرة إخراج حفتر من المشهد أو حتى تقويض نفوذه، وربما الأصوب هو القول إنه من باب سحب البساط من تحت باريس وموسكو وجر حفتر إلى الأجندة الأمريكية الإيطالية ودمجه في الوفاق في توازن يحرك القطار، والثابت أيضا أن الموقف الأمريكي متشددا تجاه حفتر، في حال انجر خلف أطماعه في السيطرة والتحكم في القرار بتشجيع فرنسي روسي، وظهر تحديه للتوجه الأمريكي الإيطالي.
ثريا بن محمد
المصدر: صحيفة رؤية ليبية،العدد 10، بتاريخ 06 أوت 2018