اصدارات

حول كتاب “الاباضية: مدرسة إسلامية بعيدة عن الخوارج” للدكتور علي الصلابي  

أثار كتاب “الاباضية مدرسة إسلامية بعيدة عن الخوارج” للدكتور علي الصلابي الصادر منذ أيام جدلًا كبيرًا فقد أشاد عدد من السياسيين والنشطاء بتقديم الكاتب للإباضية كـ”مدرسة إسلامية” ثرية وانتقاد من يحاول تكفيرها، فيما استنكر آخرون محاولته تلميع صورة «إحدى فرق الخوارج».

والكتاب من حيث مضمونه يبين «تاريخ الإباضية، ونشأة المذهب، ويناقش القضايا العقدية والسياسية والأصولية والمبادئ الفكرية والتربوية لأتباع المدرسة، ويعتمد على بعض ما خلص إليه، فالإباضية ليست كما نُقل في بعض مصادر أهل السنة مثل مقالات الإسلاميين وما كتبه البغدادي في «الفرقِ بين الفِرق» من أنهم خوارج، فهو خلص إلى أنهم ليسوا خوارج وإنما هو مذهب لديهم بعض الاجتهادات، وهم يرفضون وصفهم بالخوارج، وأتى بشواهد وحجج كثيرة، من خلال الاعتماد على مجموعات واسعة من المصادر والمراجع القديمة والحديثة لأهل السنة وعلماء الإباضية ومشايخهم».

وقد تفاعل الدبلوماسي السابق ورئيس اللجنة التنفيدية للمؤتمر الليبي للأمازيغ، إبراهيم قرّادة مع مضمون الكتاب ومع الجدل الذي اثاره خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي فقد كتب يقول «الصلابي ينصف الإباضية، الأخوة المهددين في الوطن المهدد، بهجمة تهديد متطرفة. إسهام وإضافة ستكون مهمة ومؤثرة وفي التوقيت والمكان…. العنوان فيه ما يكفي من وضوح الرسالة والغاية، وبقلم غير إباضي، وتوقع “قرادة” أن يُسيس البعض غرض الكتاب، طالما غايته الصون والحماية والدفاع عن مكون تاريخي وعريق أصيل في الأمة المسلمة، وفي ليبيا بالتأكيد ودائمًا. وطالما، أنه يقدم ويبسط الحقيقة بقلم مختص ومتبحر في المجال».

وأضاف الديبلوماسي الليبي مؤكدا: «ومن المحتمل أيضًا أن نستمع لتسويق بأن المؤلف (الكتاب) والمؤلَّف (الكاتب) يوظف ويستغل ذلك لتمرير أجندته السياسية بين الإباضية في ليبيا، لكسبهم في صف معسكره. ولكن الكتاب سيكون حجة مناظرة ومقارعة للفكر التكفيري المتطرف الذي يبدع ويصنف الإباضية كبدعة تتجاور مع الكفر والخروج من الملة، وإن الإباضية فئة ضالة يجب استتابتها، ومسح وتصفية وتدمير حاضرهم ووجودهم البشري الجسدي والمعنوي، لتطهير المجتمع من رجس ضلالهم وخطرهم». ودوّن ناشط يدعى أيمن المقدّم: «مشكور الشيخ الصلابي على المجهود المبذول في تخليص التاريخ الإسلامي من كل ما علق به من أكاذيب وترهات و أباطيل. أرى أن هذا الكتاب من النفائس التي يجب على كل مسلم قراءته والتمعن فيه. لأن الإباضية ظُلموا عبر التاريخ بوصفهم من الخوارج».

وكتب ناشط يُدعى خالد مداني: «الإباضية من فرق الخوارج، وذكر هذا الأشعري والبغدادي وابن حزم والشهرستاني وكل كتب الملل والنحل، وكذلك عقائدهم من تكفير بالكبيرة والخروج على الحاكم المسلم بالسيف وتكفير جماعة المسلمين وعدم تزويج الإباضيات لغيرهم، نحن نعيش بينهم ونقرأ كتبهم وهم يصرحون باعتقادهم».

وأضاف آخر يُدعى يوسف: «هم أشرس فرق الخوارج على أهل السنة، ولو لم يكن عندهم من شر إلا القول بخلق القرآن كما يقول به المفتي الخليلي لكفى، ولا عجب من إخواني يبرئ إباضيًا، مشاربهم واحدة والطيور على أشكالها تقع».

و«الإباضية» هي إحدى المذاهب الإسلامية، ويُنسب إلى عبد الله بن إباض التميمي وجابر بن زيد التابعي، وتنتشر الإباضية في عدد من البلدان العربية كسلطنة عُمان (مسقط رأس التابعي) وليبيا والجزائر وتونس وغيرها.

وتعرض الإباضيون في ليبيا لعدة فتاوى متطرفة تدعو لتكفيرههم، أبرزها الفتوى التي أصدرتها «الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية» التابعة للحكومة المؤقتة في طبرق شرق ليبيا، واعتبرت فيها أن «الإباضية فرقة منحرفة ضالة، وهم من الباطنية الخوارج، وعندهم عقائد كفرية، كعقيدتهم بأن القرآن مخلوق وعقيدتهم في إنكار الرؤية، فلا يُصلّى خلفهم ولا كرامة»، وهو ما أثار موجة استنكار كبيرة في البلاد.

فوزية القيش

المصدر: رؤية ليبية ، العدد 13 بتاريخ 10 سبتمبر 2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق