بورتريه

“خديجة الجهمي”، أو الليبية التي ابدعت في عالمي الصحافة والشعر، وبعثت برسالة مفتوحة لموسيلني

بقلم المراقب الثقافي

            أن تتمكن امرأة في مجتمع محافظ مثل المجتمع الليبي من أن تجمع بين كونها شاعرة يتغنى بشعرها الفنانون، وصحفية توثق أحداث الوطن، ومذيعة ذائعة الصيت تعتبر من أهم الأسماء النسائية في تاريخ الإعلام الليبي، لهو أمر يثير الإعجاب ويبعث على الفخر والاعتزاز. “خديجة الجهمي” كانت هذه المرأة التي اشتهرت بلقب “بنت الوطن”، وهو اللقب الذي اختارته لنفسها ليوضع على كل الأغاني التي كتبتها ومن أشهرها أغنية “والجوبة بعيدة” التي لحنها الراحل “محمد مرشان”.

Résultat de recherche d'images pour "‫"خديجة الجهمي"‬‎"

ظهرت عليها مظاهر النبوغ والتميز والحس الوطني منذ طفولتها المبكرة، فقد كان من أبرز الأحداث في حياتها أنها كتبت رسالة بالإيطالية وهي طفلة صغيرة وأرسلتها إلى زعيم إيطاليا آنذاك الفاشي “بيبيتو موسيليني” جاء فيها:

“أنا معجبة بك كونك تريد أن توحد بلادك، لكن احتلالك لبلادي غير صحيح، ولا بد أن تفكر كثيرا كي تترك ليبيا لأهلها وتخرج منها، وإلا سيأتي يوم سيكون جحيما على إيطاليا”. وفور إرسالها الرسالة تعرض والدها إلى تحقيق من قبل السلطات الإيطالية في ليبيا.

كانت خديجة الجهمي ثاني صوت نسائي ليبي يُسمع عبر موجات أثير الإذاعة عام 1956، بعد الرائدة “حميدة العنيزي”، وهي مؤسسة مجلة “المرأة” أول مجلة نسائية ليبية عام 1964، ومؤسسة مجلة “الأمل” أول مجلة أطفال ليبية في نفس العام.

من أهم أعمالها نشاطها النقابي الملحوظ عندما أسهمت بشكل فعال في تأسيس أول اتحاد نسائي ليبي وتولت رئاسته عام 1972. كما أنها وثقت أبرز محطات نضالها النسوي في مسلسل مسموع كتبه “خميس مبارك” ومثله كل من “فتحي بدر”، و”سعاد خليل”.

يمكننا الإطلال على تفاصيل كثيرة من حياتها الثرية بالنشاط والإبداع في المؤلفات التالية: كتاب “بنت الوطن”، وكتاب “نصف قرن من الإبداع”، وكتاب “أنا خديجة الجهمي”، كما كتب عنها الشاعر “فرج العربي” ملفا طويلا في مجلة “الثقافة العربية”.

توفيت في 11 اغسطس عام 1996 بعد مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات التاريخية المهمة، وهي من مواليد بلدة “سوق الحشيش” في منطقة بنغازي في 15 مارس 1921.

المصدر : رؤية ليبية العدد 14 بتاريخ 17 سبتمبر/ أيلول 2018 ، ص 6.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق