تقاريرسياسيةشؤون إفريقيةشمال إفريقياليبيا
عسكريون فرنسيون كشفوا لـ”الشرق”… مخطط أبوظبي والقاهرة لإعادة سيف القذافي للسلطة

كشف خبراء عسكريون فرنسيون عن المخطط الإماراتي المصري لإعادة سيف الإسلام القذافي نجل الرئيس الليبي الأسبق إلى رأس السلطة في ليبيا، مؤكدين لـ”الشرق” أن تقارير استخباراتية توفرت عليها المنظمات التابعة للأمم المتحدة تؤكد المخطط الإماراتي المصري لفرض خيارين على الليبيين لا ثالث لهما، وهو إما عودة سيف الإسلام للسلطة أو استمرار الاقتتال الداخلي، كما كشف التقارير الاستخباراتية الدولية، أن أبوظبي أمدت قوات اللواء حفتر الموالي لها بالسلاح المتطور والمرتزقة لتنفيذ هذه الأجندة المشبوهة بالمخالفة لقرارات الأمم المتحدة ورغبة القيادة السياسية المتوافقة والمعترف بها دولياً في ليبيا، وهي جرائم تستوجب المحاسبة أمام الأمم المتحدة.
عودة سيف الإسلام
وقال جان بير جيريمي، الكولينيل السابق بالجيش الفرنسي، والخبير العسكري بمركز “فرساي للدراسات السياسية والأمنية” بباريس لـ”الشرق”، إن الأمم المتحدة تواجه معضلة كبرى لمواجهة أزمة الشقاق الليبي، بسبب تدخلات دول إقليمية في الشأن السياسي الليبي، ومحاولتها المستمرة لفرض وجهة نظر سياسية على الجمع العام في ليبيا، حيث أكدت تقارير استخباراتية سلمت لمجلس الأمن مؤخراً، أن الإمارات ومصر تعملان من أجل إعادة نظام القذافي لصدارة المشهد في ليبيا من جديد، ووضع سيف الإسلام القذافي المقيم في أبوظبي حالياً على رأس السلطة خلفاً لأبيه معمر القذافي.
وأوضحت التقارير المتطابقة للاستخبارات الفرنسية والألمانية، أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وعشرات المليشيات الموالية تقف خلف “المجلس الأعلى لقبائل ليبيا” من أجل التمهيد لعودة سيف الإسلام للحكم، بتمويل إماراتي ودعم عسكري مصري، ودعم سياسي ومالي وقبلي من أحمد قذاف الدم، ابن عم الرئيس السابق معمر القذافي المقيم في القاهرة حالياً، وفي المواجهة يقف مشايخ قبائل الشرق والجنوب ضد هذا التوجه، مطالبين بانتخابات حرة لا يكون فيها رموز من نظام القذافي وخاصة نجله سيف الإسلام القذافي الذي يعتبره أغلبية الليبيين سبباً فيما تعاني منه ليبيا منذ عهد والده وما بعدها.
سلاح ومرتزقة
وأضاف جيريمي، أن التقارير الاستخباراتية التي توصلت إليها الأمم المتحدة مؤخراً، تؤكد أن الإمارات ومصر قد تعاقدتا على أسلحة متطورة من فرنسا وألمانيا وأمريكا وروسيا والمملكة المتحدة، عثر على بعضها في يد مليشيات حفتر والميليشيات الموالية والداعمة له في الغرب والجنوب، كما وصلت إليهم كميات كبيرة من الذخائر والمتفجرات الدقيقة التوجيه بنفس الطريقة، وثقته لجنة العقوبات الدولية المعنية العام الماضي، وهو ما يخالف قرارات الأمم المتحدة بشأن حظر توريد الأسلحة لليبيا إلا بشروط وآليات محددة تحت إشراف الأمم المتحدة، ما يعني أن مصر والإمارات تعبثا في أمن ليبيا وضد الإرادة السياسية لأغلبية القيادة السياسية المعنية بالأمر حالياً، بغرض فرض أجندة سياسية يكون سيف الإسلام القذافي الذي حررته الإمارات مؤخراً ونقلته إلى أبوظبي طرفاً فيها، بعد إعداده وتجهيزه للمهمة.
وأضاف، فرنسوا كافادا، الخبير العسكري والقائد السابق بقوات حفظ السلام الفرنسية بإفريقيا، أن التقارير الأمنية بخصوص الشأن الليبي التي تتوفر عليها الأمم المتحدة، أفادت أن الإمارات أمدت ميليشيات حفتر بطائرات من دون طيار استخدمت بشكل إجرامي ضد مواقع مدنية، وتسببت في قتل المئات يومياً، كما أنشأت مطارات سرية في شرق ليبيا، مدعومة من مصر لتعميق الصدع في ليبيا، وفرض خيارين على الشعب الليبي وهو “إما نظام القذافي، أو التقسيم واستمرار الاقتتال”، وهذا الأمر أكده مبعوثو الأمم المتحدة إلى ليبيا الواحد تلو الأخر، مؤكدين في تقاريرهم للجان الأممية المعنية أن النار المستعرة تحت الرماد في ليبيا لن تنطفئ إلا برفع الإمارات ومصر لأيديهم عن ليبيا، وترك شعبها يقرر مصيره، في تلك الأثناء فقط سوف تحل الأزمة الليبية ويتوصل الفرقاء لحل نهائي ضامن لاستمرار الحياة في ليبيا بأمان والعبور للمستقبل دون منغصات، فجميع العراقيل التي اصطدمت بها بعثات الأمم المتحدة إلى ليبيا كنا نكتشف أن خلفها مصر والإمارات، والهدف الواضح هو إعادة نظام القذافي.
> أحمد قذاف الدم في المنتصف وسط قبيلته
وأكد كافادا، على أن أحمد قذاف الدم، ابن عم الرئيس الأسبق معمر القذافي، والمقيم حالياً في القاهرة، بالتعاون مع نظام أبوظبي أنفقوا بسخاء على شراء المرتزقة من “تشاد والنيجر والصومال” وأطلقوهم إلى جانب قوات خليفة حفتر لزعزعة الاستقرار في ليبيا، وقطع الطرق المؤدية لأي حل سياسي، وقام أحمد قذاف الدم بتشكيل كيان وهمي أسماه “اتحاد القبائل الليبية” يضم مجموعة من عائلة أو قبيلة القذافي والقبائل الموالية لها من أصهاره وقبائل أركان نظامه مثل السنوسية والجلودية، وغيرهم، وصدرهم للمشهد السياسي من جديد، زاعماً أن هذه القبائل هي المكون الرئيس لليبيا، وهذا غير صحيح، هكذا أرادت الإمارات ورجالها في ليبيا أن تبدو الصورة، الواقع مغاير تماماً، هؤلاء لا يمثلون شيئاً يذكر، الأغلبية الحقيقية هي الممثلة للمجلس الوطني الانتقالي المعترف به دولياً ومن خلفه من قبائل حقيقية، وهؤلاء شكوا مراراً من الممارسات الشيطانية لنظام أبو ظبي وأتباعه المسلحون في ليبيا، وأموالهم المشبوهة التي بعثروها في كل مكان لشراء الجميع من أجل إعادة سيف الإسلام القذافي للحكم، وتصدير صورة مشوهة عن ليبيا على الصعيدين الإقليمي والدولي، مثل تجارة الرقيق التي أثيرت مؤخراً على شاشات تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” هذه الشبكة كشفت التحقيقات في ليبيا أنها تخص مرتزقة حفتر، وأنهم أشخاص من دول العمق الأفريقي جمعهم حفتر عنوة “أسرهم” وضمهم لقواته دون مقابل كالعبيد، وبعد أن شكلوا عبئا عليه سرحهم، فسقطوا في يد عصابات الاتجار في البشر وهم متعاونون مع حفتر أيضاً.
وكذلك كشفت التحقيقات التي أجرتها السلطة الليبية بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة العاملة في ليبيا ضمن البعثة الأممية، أن الإمارات استجلبت عشرات الشركات المتخصصة في تجنيد المرتزقة من حول العالم، لضخ مقاتلين داخل ليبيا، أغلبهم التحقوا بصفوف قوات حفتر، والجزء البسيط ذهب لدعم الميليشيات المناهضة للسلطة الشرعية في الغرب، وأكدت التقارير أن شركات المرتزقة هذه وعددها 12 شركة فتحت مكاتب إقليمية لها في أبوظبي ودبي، لإدارة قواتها في ليبيا واليمن، كل هذه الممارسات وغيرها، منظورة الآن أمام المنظمات المعنية في الأمم المتحدة في إطار الجهود الدولية لحل معضلة الأزمة الليبية، وقريباً سوف تعلن النتائج للعالم.
> حملة تنديد لتورط الإمارات في جرائم بيع مهاجرين أفارقة في ليبيا
المصدر: بوابة الشرق الالكترونية بتاريخ 04-03-2018