تقاريرسياسيةشؤون إفريقيةشمال إفريقياليبيا

تظاهرات فى العاصمة طرابلس تطالب برحيل الكيانات السياسية وحل الميليشيات

تكشف وثائق سرية تم إصدارها في أكتوبر 2017 ونشر مضمونها موقع «انتيرسيبت» مؤخرا أن القيادة الأمريكية في إفريقيا «أفريكوم» متخوفة جدا من الدور المتصاعد لتنظيمات «داعش» و»القاعدة» و»بوكو حرام» في إفريقيا. وتتحدث هذه الوثائق السرية عن احتمال سيطرة هذه المنظمات على مناطق واسعة في شمال وغرب القارة الإفريقية وتحديدا في ليبيا والساحل وبحيرة التشاد. وتشير إلى كابوس قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة إذا حدث السيناريو الأسوأ المتمثل في فرض هذه التنظيمات سيطرتها على مناطق في إفريقيا.

وهذه المخاوف تترجم بحضور أمريكي عسكري متزايد في القارة السمراء فالولايات المتحدة قد نفذت 550 هجوم جوي في ليبيا وحدها منذ 2011 بحسب ما ينقله الموقع أكثر من العمليات التي نفذتها في الصومال واليمن وباكستان. كما  تم تطوير الأداء الأمني للقوات الليبية بهدف تعزيز الاستقرار الدائم ومكافحة الإرهاب هو ما أوصى به  وزير الدفاع الأمريكي ماتيس  قائد قوات الأفريكوم الجنرال والدهاوزر والتعاون بين أفريكوم والحكومة الليبية  والذي سيتزايد على مستوى الدعم اللوجستي والعسكري والمعلوماتي.

وإذا فشلت الجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب، وحصلت جماعة بوكو حرام وداعش غرب أفريقيا على التمويل الكافي ، حذرت أفريكوم من أن المجموعات ستبدأ ممارسة السيطرة الإقليمية على جزء كبير من شمال شرق نيجيريا وحوض بحيرة تشاد – بما في ذلك السيطرة الفعلية على أجزاء من الكاميرون والنيجر. «في غضون عامين ، يمكن أن تصبح بوكو حرام وداعش في غرب أفريقيا وجهة للجهاد العالمي المدمر وتلقي المقاتلين الأجانب الإقليميين والعالميين للتدريب والتلقين»  كما حذرت الوثائق السرية.

سيناريوهات واقعية ولكن

وتتوقع أفريكوم في هذه الوثائق أن ما يسمى تنظيم «داعش» الإرهابي سيتمكن من تعزيز سيطرته على شرق ليبيا وفي هذا السيناريو ستتمكن داعش من السيطرة على المدن الكبرى وتعزيز علاقاتها مع المليشيات المحلية والقبائل. ومن ثمة تستخدم «داعش» عائدات النفط من أجل تمويل حملتها الإرهابية الواسعة في سيناريو يبدو أنه شبيه بسيطرة «داعش» على مناطق من العراق وسوريا.  ومن ثمة تتوقع «أفريكوم» أن تقوم «داعش» مع فروع مقربة منها بالتخطيط وتنفيذ هجمات كبرى وذات تأثير كبير ضد أهداف عربية في شمال إفريقيا وأوروبا حسب ما تشير إليه الوثائق نقلا عن موقع «إنتيرسيبت.»
الخبراء يعتبرون أن هذه السيناريوهات معقولة ولكنها تفتقر للتطوير. أحد المحللين السابقين في الاستخبارات الامريكية قال إن بعض السينايروهات التي تشمل بوكو حرام و»داعش» غرب إفريقيا مثيرة للسرخية كما أن المراقبين يعتبرون أنه لم ينفق ما يكفي من الوقت والجهد في بلورة هذه السيناريوهات.

اندماج بين «داعش» وأنصار الشريعة

وتتضمن مخاوف أفريكوم تحالفا محتملا بين داعش وأنصار الشريعة – بنغازي وقد تحدثت تقارير أن منتمين إلى هذا الفرع شاركوا في الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي في سبتمبر 2012 والذي أسفر عن مقتل السفير الأمريكي في ليبيا.  وهذا الاندماج  سيوفر لداعش شبكات إمدادات متطورة وعددا كبيرا من المقاتلين ذوي الخبرة والمسلحين جيدا. ويمكن بحسب ما جاء في الوثائق وما أورده موقع «اينترسيبت» أن يسمح الجمع بين القوة المحلية لأنصار الشريعة بنغازي و «التكتيكات العدوانية» لداعش للمجموعة بتسجيل حضور عسكري قوي في المنطقة يؤدي إلى طرد الجيش الوطني الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر من بنغازي.

اتحاد «داعش» و»القاعدة»

في بلدان منطقة الساحل، ينطوي سيناريو أفريكوم الكابوس على اتحاد داعش وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وهي جماعات إرهابية متنافسة تصارعت على فرض النفوذ في المنطقة خاصة أن القاعدة كانت التنظيم الإرهابي الأبرز في شمال إفريقيا قبل أن يسجل «داعش» حضوره في ليبيا ويتبنى هجمات في شمال إفريقيا. وتعبر هذه الخطط عن خشية أفريكوم من أن «يتعاون تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وداعش على التخطيط لشن هجمات ضد السلطات الأمريكية والغربية والمحلية في محاولة لإثبات تأثير الاندماج.»

هذه الموجة من العنف، حسبما تحذر الوثائق، ستسمح للتنظيم الإرهابي الهجين من شق طريقه في الجزائر ومالي وتونس بـ»توحيد المتطرفين في جميع أنحاء المنطقة». وهذا  بدوره  سيسمح بالقدرة على شن هجمات واسعة النطاق على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وكذلك الاختطاف و تنفيذ «عمليات الاغتيال» ضد الغربيين في المنطقة.

و«في غضون خمس سنوات، ستعيد الجماعات فرض سيطرتها على أراضي شمال مالي حتى جنوب تمبكتو وستحافظ على علاقات وثيقة وتعاونية مع مجموعات المتمردين الماليين لأنها توفر حوكمة فعالة على الأراضي التي تم الاستيلاء عليها» ، وفقًا لأسوأ توقعات أفريكوم.

هذه التوقعات يقابلها في الآن ذاته حديث عن تراجع الحضور العسكري للولايات المتحدة في إفريقيا مقابل تصدر مواجهة الصين أولويات إدارة ترامب ولكن تقارير تحدثت عن نشاط عسكري متزايد للولايات المتحدة في القارة السمراء. وبالرغم من أن السيناريوهات التي تتوقعها أفريكوم تبدو غير منطقية في ظل المعطيات الحالية، فإنها غير مستبعدة تماما فقد نشأ تنظيم «داعش» من لا شيء في العراق وسوريا ويمكن أن يعاد إنعاشه في ليبيا وغرب إفريقيا وهو ما سيؤدي إلى مزيد دعم نشاط التنظيمات الأخرى سواء تحالفت مع «داعش» أو دخلت مواجهات معه.

المصدر: الصباح بتاريخ 17 سبتمبر 2018 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق