رأيشؤون إفريقيةشمال إفريقياليبيا
من أجل ليبيا لكل الليبيين ليس لنا من خيار الا أن نتفاءل بالمستقبل

عرفت ليبيا الكثير من التقلبات بعد استقلالها وأيضا بعد ثورة فبراير المجيدة على غرار ضغوطات بلدان الجوار التي تعتبر ليبيا دولة غير مستقرة سياسيا واقتصاديا وهي بلدان معنية اليوم قبل يوم آخر بدورها الفعال على استقرار وأمن ليبيا بالدرجة الأولى فتونس ومصر والجزائر أولى بالليبيين افادة واستفادة ومن حيث الترابط ومن حيث الاعمار والاستثمار وفي محاربة الإرهاب وكشف ملابسات ما حدث في ليبيا منذ 2015 ….
إن مستقبل ليبيا في أفق نهاية السنة الحالية سيكون واعداً من أجل العمل على عودة الوئام بين فرقاء الوطن حتى نتمكن من توقَي الصعاب وأولها تشكيل حكومة وحدة وطنية تُنهي المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات ديمقراطية وشفافة تُقنع الجميع في الداخل والخارج وتكون مُنطلقاً لإعادة بناء المؤسسات الدستورية ذلك أن الهدف الأول والأخير هو أن يهنأ الليبيون كُل الليبيين بغض النظر عن أحزابهم وقبائلهم ومدنهم وانتماءاتهم الفكرية والمذهبية والسياسية، ومن الطبيعي أن ليبيا ستعرف خلال الأشهر القادمة صعوبات وعراقيل جديدة وأن البعض من الوكلاء الليبيين وبعض أّذرع إقليمية لقوى دولية سيعمدون إلى تغذية الأجندات لمراكمة العراقيل في وجوه الليبيين، ولكنَ الليبيين سينجحون في الأخير لأن عدم نجاحهم يعني الانزلاق العملي الى ما هو غير متوقع ليس في ليبيا فقط بل في كل دول الجوار، كما أن النجاح الأولي والمرحلي لا يعني عدم تجدد الخلافات لاحقاً وان بشكل جزئي ولكن المهم هو النجاح المرحلي لأن الخلافات والصراعات بعدها ستكون بيد سلطة منتخبة وشرعية بل في يد صاحب السلطة الاصلية وهو الشعب الليبي، وهو شعب يدل تاريخه الطويل أنه شعب وطني وصبور وفريد من نوعه نشأ أغلب شبابه رغم سلبية بعض النخب ورغم 42 سنة من دكتتاتورية الفرد وقمع الأجهزة الأمنية ورجال العسس التابعين للجان، على مقولة عمر المختار “نحن لا نستسلم ننتصر او نموت…”، بل وتربوا ان اخذ حفيد عمر المختار للنظارة معناه اننا سائرون على دربه ونهجه في ضرورة التحرر والكدح من أجل ليبيا حرة ومستقلة ولكل الليبيين من درنة شرقا الى راس الجدير غربا ومن اقصى الصحراء الليبية حتى سواحلها المطلة على المتوسط …
ايناس الطرهوني
المصدر : رؤية ليبية ، العدد15 بتاريخ 24 سبتمبر 2018