تقاريرسياسيةشؤون إفريقيةشمال إفريقياليبيا

الشكوك تحاصر انطلاقة مؤتمر باليرمو اليوم

تنطلق أعمال المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي تستضيفه مدينة باليرمو عاصمة صقلية جنوب إيطاليا اليوم الإثنين، بمشاركة الأطراف الليبية وعدد من أعيان القبائل والمجتمع المدني، وممثلين دوليين رفيعي المستوى، فيما ترى مصادر غربية أن نتائجه غير مؤكدة، ومهددة بالشكوك وسط غموض مشاركة القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر.

وبدأ وصول الوفود المشاركة في المؤتمر إلى مدينة باليرمو أمس الأحد، وكان وفد المجلس الأعلى للدولة برئاسة خالد المشري، أول الواصلين، ثم وفد مجلس النواب برئاسة المستشار عقيلة صالح، لكن لا يزال الغموض يلف مشاركة القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر، ورأت وكالة «فرانس برس» أن «عدم مشاركة حفتر تضعف هذا الاجتماع الجديد قبل بدئه».

مشاركة حفتر

ورغم إعلان وزير الخارجية الإيطالي، إنزو موافيرو ميلانيزي، في 25 أكتوبرالماضي أن حفتر أعرب عن نيته حضور المؤتمر، إلا أن مصدرًا ليبيًا مسؤولاً بالقيادة العامة للجيش صرح إلى وكالة «سبوتنيك» الروسية، مساء السبت، بأن حفتر «لن يأتي لحضور مؤتمر باليرمو حول ليبيا»، في حين نفت مصادر إيطالية حكومية بشكل قاطع ما أوردته وسائل إعلام محلية في ليبيا، عن وجود محاولة أخيرة من قبل روما لإقناع المشير حفتر بالمشاركة في المؤتمر.

ويحضر مؤتمر باليرمو وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، ونائب وزير الخارجية الأميركي السفير ديفيد ساترفيلد، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف. ونقلت «فرانس برس» عن مصدر دبلوماسي إيطالي قوله إن عودة الهدوء وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد هما موضوعان سيتطرق إليهما المؤتمر.

لقاءات سلامة

وسط هذه التفاعلات، وعشية انطلاق المؤتمر، أجرى مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا، غسان سلامة أمس الأحد، مباحثات مع عدد من الممثلين الدوليين المشاركين، فكانت مباحثاته مع نائب وزير الخارجية الأميركي ونائب وزير الخارجية الروسي.

وبدا من خلال هذه اللقاءات الدعم الأميركي والروسي للملتقى الوطني الذي يحظى برعاية أممية، ويقول محللون إنه سيكون مطروحًا على أجندة باليرمو، إذ أعرب ساترفيلد عن تقديره دور البعثة في تعزيز وقف إطلاق النار في طرابلس، ودعمها الملتقى الوطني كعملية يقودها ويمسك بزمامها الليبيون، وإجراء انتخابات ذات مصداقية، فيما أكد نائب وزير الخارجية الروسي دعمه جهود سلامة في ليبيا وخطة عمل الأمم المتحدة ومن ضمنها الملتقى الوطني.

كان المبعوث الأممي غسان سلامة قال في مؤتمر عبر الفيديو من طرابلس، الخميس الماضي: «يجب عقد مؤتمر وطني في الأسابيع الأولى من العام 2019 على أن تبدأ العملية الانتخابية ربيع العام 2019»، ما ينهي فعليًا احتمال إجراء انتخابات قبل نهاية العام الجاري.

التزام أوروبي

أما على صعيد الموقف الأوروبي، ورغم التباينات المعلومة بين الموقفين الإيطالي والفرنسي حيال الأزمة، إلا أن الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، والتي تشارك في المؤتمر اعتبرت أن مؤتمر باليرمو يظهر التزام أوروبا المستمر نحو المصالحة في ليبيا، مشيرة في حوار إلى «بوابة الوسط» إلى أن دول الاتحاد الأوروبي متحدة في الرغبة في أن تتجاوز ليبيا هذه الأزمة، وأن تنعم بإمكاناتها الاقتصادية والبشرية الهائلة، متوقعة أن يكون «مؤتمر باليرمو مثالاً آخر على هذا الموقف الموحد».

يشار إلى أن هذه المحاولة الجديدة لإطلاق عملية انتخابية وسياسية بهدف إخراج البلاد من الوضع الحالي، بعد لقاء باريس الذي عقد في مايو الماضي وأسفر عن اتفاق على موعد لإجراء انتخابات وطنية في العاشر من ديسمبر، لكن هذه المخرجات لم تترجم نتائجها على الأرض، مما يضاعف شكوك المراقبين بشأن نتائج النسخة الإيطالية من مؤتمرات الأزمة الليبية.

المصدر: بوابة الوطن بتاريخ 12 نوفمبر 2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق