
وبلغ الأمر بمغردين حد نشر الصورة والتعليق عليها بالقول “جمال مبارك رئيساً لمصر 2024″، وهو عام الانتخابات الرئاسية المقبلة المتوقع أن يخوضها السيسي ليظل رئيساً حتى 2030، بحسب تعديلات رئاسية أجريت عام 2018، مددت رئاسته لمصر حتى يونيو/حزيران 2024، وكان من المقرر أن تنتهي في يونيو/حزيران الماضي.
وجمال مبارك هو أصغر أبناء الرئيس المصري الراحل حسني مبارك. طُرح اسمه خليفةً لوالده ووارثا محتملا للحكم قبل أن تعصف ثورة 25 يناير بوالده وأبرز أركان نظامه.وكان آخر منصب تولاه هو الأمين العام المساعد وأمين السياسات السابق للحزب الوطني الديمقراطي.
ولد جمال الدين محمد حسني السيد مبارك يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 1963 في القاهرة، ونشأ في مقر الرئاسة الفخم بمنطقة مصر الجديدة. ودرس المرحلة الابتدائية ب”مدرسة مسز وودلى” الابتدائية بمصر الجديدة بالقاهرة ثم انتقل إلى “مدرسة سان جورج” الإعدادية والثانوية، وحصل على شهادة الثانوية الإنجليزية في عام 1980.
وتخرج من الجامعة الأمريكية بالقاهرة في مجال الأعمال وحصل على ماجستير في إدارة الأعمال.
بدأ بالعمل ببنك أوف أمريكا “فرع القاهرة” ثم انتقل إلى فرع لندن وعمل بصفة عامة في مجال الاستثمار البنكي.
وفي عام 2007 تزوج من خديجة الجمال ابنة رجل الاعمال المصري محمود الجمال.
التجربة السياسية
على العكس من أخيه علاء مبارك برز جمال بصورة أكبر على الساحة السياسية لمصر، وبدأ حضوره السياسي يظهر بوضوح منذ المؤتمر العام الأول للحزب الوطني الديمقراطي -الذي كان حاكما في مصر- في سبتمبر 2002، الذي طرح شعار “فكر جديد” تعبيرا عن التوجهات الإصلاحية التي يقودها جمال مبارك.
و وقد بدأ ظهوره في الحزب الوطني بتولي أمانة لجنة الشباب بالحزب وكون جمعية جيل المستقبل والتي عن طريقها يتم تدريب الشباب وتقديم فرص العمل المناسبة لهم.
** صعود قوي
انضم جمال مبارك للحزب الوطني الديمقراطي عام 2000 ثم بدأ صعوده القوي في سلم الحزب بتوليه سنة 2007 منصب أمين لجنة السياسات التي تولت “رسم السياسات” للحكومة ومراجعة مشروعات القوانين التي “تقترحها حكومة الحزب قبل إحالتها إلى البرلمان”.
اتخذ هذا المنحى سبيلا جادا في إنشاء ما سمي لجنة السياسات التي يرأسها جمال مبارك إلى جانب عضويته في هيئة مكتب الأمانة العامة للحزب الوطني، وأثار هذا الأمر الارتياح لدى البعض والغضب لدى آخرين داخل الحزب الوطني نفسه.
وتجلّت ملامح متعددة تؤكد أن هناك صراعا خفيا بين طرفين في الحزب، أحدهما يقوده جمال مبارك ومعه عدد من الرموز الشبابية النشيطة في المجالين السياسي والاقتصادي وأطلق عليهم “الحرس الجديد” وأخذوا مكانا بارزا في الحكومة، والآخر وصف بـ”الحرس القديم”.
دعا أكثر من مرة إلى ضرورة أن يغير الحزب الوطني من ممارساته بما “يواكب العصر”، في إشارة إلى أهمية التجديد في مفاصل الحزب الحاكم، وحرص على ربط تصوراته بسياق الإصلاح العام، محاولا الابتعاد عن تقويم الأشخاص في الحزب.
كان دوره واضحا داخل الحزب الوطني وفي المجال الاقتصادي، ولم يتبوأ مناصب رسمية لكن صعوده المفاجئ وانتشاره المتدرج أثار تحفظات بعض قوى المعارضة، لأنها نظرت إليه باعتباره محاولة لخلق أمر واقع لتوريث الحكم في ظل تعمد تهميش الشخصيات المنافسة لإفساح الطريق أمامه.
حصلت تطورات كثيرة دون أن يُعلن أنه سيكون مرشحا لمنصب رئيس الجمهورية، واكتُفي في البداية بعبارات عامة تنفي هذا الاحتمال، لكن ثمة إشارات مختلفة استشعرت منها قوى معارضة الرغبة في تسويق هذا السيناريو مع اقتراب نهاية الولاية الرابعة للرئيس مبارك.
ثم تردد مرارا اسم جمال مبارك لخلافة والده في الحكم وهو ما أثار غضب المعارضة المصرية التي رفضت ما سمته بـ”توريث الحكم”.
اندلعت ثورة “25 يناير” عام 2011 وقضت على حلم التوريث وأطاحت برأس النظام المصري وأبرز أركانه بمن فيهم جمال وأخوه علاء، وقرر النائب العام حبسهم على ذمة التحقيق في اتهامات متعددة، منها: التحريض على قتل المتظاهرين أثناء الثورة و”الاستيلاء على المال العام واستغلال النفوذ والحصول على عمولات ومنافع من صفقات مختلفة”.
وفى 2 يونيو/حزيران 2012 قضت محكمة جنايات القاهرة بانقضاء الدعوة الجنائية ضد جمال مبارك، لكن النائب العام المستشار عبد المجيد محمود قرر استمرار حبسه مع أخيه علاء على ذمة قضية التلاعب بالبنك الوطني المصري والتلاعب بالبورصة.
بعد الانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي، وانتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد، برّأت محكمة جنايات القاهرة يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 في حكم نهائي غير باتّ الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته وآخرين من كل التهم الموجهة إليهم, التي تشمل قتل المتظاهرين في ثورة يناير/كانون الثاني 2011, والفساد المالي.
عقد من الأحكام والبراءات في قضايا الفساد المالي
كانت البداية فى 7 إبريل من عام 2013 حين أمر النائب العام بحبس مبارك احتياطيا لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجرى معه بمعرفة نيابة أمن الدولة العليا، في قضية اتهامه بالاستيلاء وتسهيل الاستيلاء للغير على المال العام.
وكشفت تحقيقات النيابة أن مبارك استولى لنفسه ولزوجته سوزان ثابت ونجليه علاء وجمال على الأموال المخصصة سنويا للإنفاق على القصور الرئاسية.
وفي ديسمبر 2013 أرسلت نيابة الأموال العامة، برئاسة المستشار أحمد البحراوى، ملف قضية “القصور الرئاسية” إلى محكمة الاستئناف برئاسة المستشار نبيل صليب لتحديد جلسة عاجلة لمحاكمتهم.
** بداية الجلسات
حددت محكمة استئناف القاهرة، برئاسة المستشار نبيل صليب، في 7 فبراير من عام 2014 جلسة 19 فبراير الجاري لنظر القضية رقم 8897 لسنة 2013 مصر الجديدة أمام الدائرة السابعة شمال، والمتهم فيها مبارك ونجلاه علاء وجمال وآخرون، بالاستيلاء على 125 مليون جنيه، من ميزانية رئاسة الجمهورية المخصصة للقصور الرئاسية والتزوير في محررات رسمية والإضرار العمدي بالمال العام.
** حكم بالسجن 3 سنوات لمبارك و4 لنجليه
في 21 مايو 2015 أصدرت محكمة الجنايات حكما بالسجن المشدد ثلاث سنوات على مبارك في القضية، كما قضت بحبس كل من نجليه علاء وجمال مبارك 4 سنوات بنفس القضية وإلزامهم جميعاً برد مبلغ 21 مليون جنيه وتغريمهم 125 مليون جنيه.
** قبول الطعن
في 13 يناير 2015، قضت محكمة النقض، برئاسة المستشار سلامة عبدالمجيد، قبول نظر الطعن المقدم من مبارك، على الحكم.
** إخلاء سبيل علاء وجمال
وفي 22 يناير 2015 قرار محكمة جنايات القاهرة بإخلاء سبيل علاء وجمال، بضمان محل إقامتهما على ذمة قضايا القصور الرئاسية. إلا أنه في يوم 9 مايو 2015 حكمت المحكمة بالسجن المشدد 3 سنوات لعلاء وجمال مبارك في القضية.

** حكم بتأييد الحبس
في 9 يناير 2016 أيدت محكمة النقض سجن مبارك ونجليه، ورفضت الطعن المقدم على قرار محكمة الجنايات الصادر 12 أكتوبر 2015 بإخلاء سبيل نجلي مبارك على ذمة قضية القصور الرئاسية، وأيدت إخلاء سبيلهما.
** حكم نهائيٌّ وبات
وفي 9 يناير 2016 أصدرت محكمة النقض حكما نهائيا، بتأييد معاقبة مبارك ونجليه علاء وجمال، بالسجن المشدد لمدة 3 سنوات، وذلك لإدانتهم بالاستيلاء على نحو 125 مليون جنيه من المخصصات المالية للقصور الرئاسية.
** رفض التصالح
في 22 سبتمبر 2018 قضت محكمة النقض، بعدم قبول عرض الطلب المقدم من مبارك ونجليه (جمال وعلاء) بالتصالح في قضية “القصور الرئاسية”.