تحاليلسياسيةشأن دوليشؤون إفريقيةشمال إفريقيا

واشنطن واستراتيجيات مواجهة بكين وموسكو في افريقيا والشرق الأوسط

بعد تفادي الفخ الذي وقعت فيه باريس افريقيا وفي ظل تقديمها بدائل نوعية لشركائها

علي عبداللطيف اللافي – كاتب محلل وسياسي مختص في الشؤون الافريقية  

 

** تمهيد            

 1- أولا، تركزت أغلب مخرجات القمة الامريكية الافريقية الثانية التي عقدت في واشنطن بين 13 و15 ديسمبر 2022 على التحذير من التغلغل الصيني والروسي في دول القارة وكان واضحا أن ساسة البيت الأبيض سيتداركون ما تم بين القمتين الأول والثانية وطول المدة بينهما (8 سنوات) ومن ثم بدأت منذ نهاية ديسمبر بداية جانفي الماضيين الترتيبات والخطوات في اتجاه لا دول القارة السمراء فقط بل والعودة الى الشرق الاوسط بقوة خاصة وانهم واعون بخطوات بكين وموسكو وخاصة في ظل جولة وزير الخارجية الروسي وما ترتب من تداعيات بناء على عقد القمة الصينية/العربية في الرياض بداية والتي عقدت في بداية ديسمبر 2022…  

2-ثانيا، فتحت الانتصارات الميدانية التي حققتها الحكومة الصومالية في مواجهة “حركة الشباب” (تيار “جهادي”)، الباب أمام عودة انخراط واشنطن في مكافحة الإرهاب في أفريقيا بعد أن تراجع دورها منذ فترة وهو ما يعني أن تراجع فرنسا في القارة وان اوجد سبقا روسيا صينيا على وراثته في منطقة الساحل فانه قد قابله أيضا بروز واشنطن كأول قوة في محاربة الإرهاب في شرق القارة السمراء ودون تغييب أن ذلك مبني وقائم على حماية جزء من أمنها القومي قبل أن يكون ضرورة سياسية واقتصادية للدول الأفريقية…

3– ثالثا، تحركات الدبلوماسيين الأمريكيين الأخيرة في المنطقة كانت متواترة وسريعة ورفيعة المستوى في مختف مناطق القارة السمراء وفي الشرق الأوسط وان تم التركيز في غرب ووسط وشرق افريقيا على محاصرة الامتداد الروسي (وفعليا نجحت واشنطن خلال الأشهر والأسابيع الماضيين في تجنب الفخ الذي وقعت فيه باريس خلال السنتين الماضيتين في دول منطقة الساحل)، ومقابل ذلك أعطيت الأولوية فعليا في شمال افريقيا والشرق الأوسط لتنزيل استراتيجية جديدة لمواجهة “بكين” ولم يكتف الامريكيون بالبروتوكولات والمشاورات الروتينية بل قاموا بتزويد الشركاء وعرض بدائل تجارية واستثمارية كافية ووصفت من قبل بعض المراقبين بالنوعية…

4- رابعا، تجيب الدراسة التحليلية الحالية على سؤالين مهمين ورئيسيين:

  • سؤال أول: كيف تفادت واشنطن في شرق افريقيا الفخ الذي وقعت فيه باريس في غربها؟
  • سؤال ثان: فما هي عمليا ملامح تلك الاستراتيجية الجديدة واي علاقة لها بما يجري من تطورات في الإقليم ومربعاته المختلفة وفي ظل تنامي تداعيات لحروب الروسية الأوكرانية؟

** كيف تفادت واشنطن في شرق افريقيا الفخ الذي وقعت فيه باريس في غربها؟

 1- أولا، لا يمكن تغييب حقيقة ميدانية أن واشنطن قد بدأت في تنزيل مخرجات القمة الافريقية/الأمريكية وأنها قد بدأت تستفيد من أخطائها في مجال مكافحة الإرهاب في أفريقيا وتضفي على دورها في شرقها حيوية جديدة بزيادة استهدافها لعناصر حركة الشباب الصومالية، ودعم أطر التعاون الإقليمي مع الحلفاء في المنطقة لمنع تكرار سيناريو غرب أفريقيا أفضى إلى تراجع تأثيرها، ووجود محاولات مضنية لانتزاع المبادرة من فرنسا لصالح روسيا، وفعليا منحت الإدارة الأميركية الضوء الأخضر لحلفائها في شرق أفريقيا للتحرك سريعا قبل أن تتمكن روسيا من تسريب عناصرها لاحقا إلى منطقة تعج بحركات متطرفة عابرة للحدود، وقد تواجه مأزقا مشابها لما تواجهه باريس في غرب أفريقيا حاليا، بعد اضطرارها إلى الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو، بل يمكن الجزم أن الولايات المتحدة قد زادت من تصوراتها الأمنية في الاعتماد على آليات/منطق ـالحرب بالوكالة في شرق أفريقيا لزيادة فعالية العمليات العسكرية الخاطفة التي تقوم بها ضد جماعات إرهابية وحركات لها طموحات إقليمية واسعة، كما أن إجراءات الرئيس الصومالي “حسن شيخ محمود” الأخيرة لشل فعل وحضور ما يسمى بحركة الشباب المتشددة قد حققت جانبا كبيرا من أهدافها حيث تراجع حضورها بل وتكبدت خسائر كبيرة وهو ما ستكون نتيجته مد مقديشو لاحقا بأطر تعاون على المستوى الإقليمي ومن ثم سيترتب عليه منع تسلل عناصر الحركة إلى دول الجوار.

2- ثانيا، لعل أهم تداعيات التطورات الأخيرة والنتائج الميدانية في الصومال هو حصول اتفاق زعماء الصومال وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا خلال اجتماع عقدوه في مقديشو وسط الأسبوع الحالي (تحديدا الأربعاء 01 ففري الحالي) على بدء عمليات بحث وتدمير لطرد مقاتلي حركة الشباب من الصومال، وقد وجهت القمة دعوة للمجتمع الدولي لزيادة الدعم العسكري للقوات الصومالية لتخليص البلاد من الإرهاب، ما يوحي أن تحركات دول الجوار غير كافية لوقف تمدد الحركة، وتحتاج إلى تكاتف يتجاوز حدود الدول الأربع، ما يشي بعودة السخونة لمكافحة الإرهاب في هذه المنطقة، والتي كانت مهدا لانتشار عناصر متشددة منذ سنوات، وفعليا يأتي الاتجاه نحو توطيد التعاون الإقليمي عقب هجمات أمنية مكثفة شنتها الحكومة الاتحادية في الصومال على الحركة المتشددة (أي حركة الشباب والتابعة لتنظيم القاعدة، وهي هجمات تم بموجبها استعادة القوات الحكومية السيطرة على عدة قرى ومساحات جغرافية وسط الصومال وقد أسهم الجيش الأميركي في كل ذلك بدور مهم عبر تعاون مع حلفاء محليين لهم وخاصة من ميليشيات العشائر والقوات التابعة للحكومات الإقليمية الصومالية، ويمكن الاستخلاص أن تحالف الدول الأربع جاء بتوجيهات أميركية لمواجهة التحركات الروسية في المنطقة، والمستهدف منها إنشاء تحالف قوي يساند الوجود الأميركي في المنطقة ردا على نشاط روسيا المثير، والذي ظهر خلال زيارة وزير الخارجية “سيرجي لافروف” إلى إريتريا قبل أيام، ونجاحه في التوقيع على اتفاقيات عسكرية واقتصادية مع أسمرة.

3- ثالثا، التحالف الجديد والمشار اليها أعلاه يضم الدول التي تمددت على أراضيها حركة الشباب أو تطمح إلى ذلك، وتلك الدول تريد فعليا مساندة أميركية بالمعلومات والرصد والتدريب والخبرات لصد هجمات الحركة الإرهابية التي لا تخفي أهدافها الإقليمية، كما أن الرئيس الصومالي يسعى لإرسال إشارات للداخل، مفادها أن حكومته ليست وحدها في مواجهة حركة الشباب، ويحظى بدعم من حلفائه في المنطقة، ولذلك هدفت القمة الرباعية “لمنح الدافع السياسي لاجتماع رؤساء أركان الدول الأربع (الصومال وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا) لتشكيل قوة عسكرية مشتركة، وفعليا يرتبط عدم تكرار سيناريو الغرب الأفريقي الذي تمددت فيه الجماعات الإرهابية ونقله إلى شرق القارة بفعالية التحركات الأميركية التي تتعرض لتهديدات إقليمية عديدة، على عكس روسيا التي تعمل عبر مسارات متباينة من خلال قوات فاغنر التي تعمل تحت غطاء شبه حكومي، وفي حال نجاح تحركاتها في الشرق ووصلت إلى أهدافها في السودان سوف تكون أكملت حزام حضورها في أفريقيا، ويمكن القول أيضا أن القمة الرباعية لها دلالات على شعور قوى غربي أن مصالحه مهددة بشدة في شرق القارة، وأن تمدد حركة الشباب وسيطرتها على بعض المناطق ومعاقبة السكان والقبائل دفع واشنطن إلى إعادة نفوذها، وهو الذي سمح لتركيا بتدريب عناصر الجيش الصومالي، ومعلوم أن الحركة المتشددة قد نفذت عدة هجمات دامية على فنادق وقواعد عسكرية ومنشآت حكومية في الصومال، على الرغم من نجاح القوات الحكومية في صد معظم هذه الهجمات، ورغم أن الحضور الفرنسي مازال موجودا في غرب القارة ولم يتلاش تماما وقد تنسحب باريس من مناطق وتتقدم في أخرى وفقا لرؤيتها التي تحكمها معايير استراتيجية غير قابلة للمساومة أو الهروب، إلا أن الفرنسيين ارتكبوا أخطاء قاتلة أعطت مساحات للحضور الروسي وهو فعليا فخ تريد واشنطن لا تجنبه فقط بل واستثمار الدرس في شرق القارة، ومعلوم أن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود وكاستتباع لكل تلك التطورات قد التقى نظيريه الكيني “وليام روتو” والجيبوتي “إسماعيل عمر جيلي” ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، للنظر في سبل إضعاف حركة الشباب، وتوصلوا إلى اتفاق للتخطيط المشترك “لشن حملة قوية على مستوى دول المواجهة وتنظيمها لبدء عمليات بحث وتدمير على جبهات متعددة تستهدف معاقل رئيسية لحركة الشباب في جنوب الصومال ووسطه، كما عقد وزراء الدفاع ومسؤولون عسكريون من الصومال وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي عشية القمة الرباعية اجتماعا رفيع المستوى في مقديشو، ناقش تفاصيل التعاون الأمني في المرحلة المقبلة، وفعليا تنتظر الحكومة الصومالية أن يقود التعاون الإقليمي إلى “تحرير سريع للبلاد من الخوارج الذين تم تسديد ضربات موجعة لهم في ساحة المعركة الأسابيع الماضية”.

** استراتيجية واشنطنالجديدة لمواجهة بكينفي الشرق الأوسط وشمال افريقيا 

1- أولا، يواصل المسؤولون الأميركيون عقد لقاءاتهم المباشرة واجراء مشاوراتهم مع زعماء الشرق الأوسط مؤكدين لهم وبوضوح أن العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع شركات التكنولوجيا الصينية تخاطر بتقويض علاقاتهم الأمنية مع الولايات المتحدة، ولكن بعض ساسة الشرق الأوسط يتجاهَلون ذلك رغم وجود تهديدات وتحذيرات أمريكية ضمنية فيما تم بالتوازي ابراز بدائل أمريكية لبعض الشركاء وهي بدائل استثمارية وتجارية نوعية وكافية حسب رؤية الدبلوماسيين الأمريكيين الذي يتابعون ملف الحرب الباردة مع بكين، ويرى بعض مراقبين ومتابعين أن التحدي الأساسي للولايات المتحدة هو أن دول الشرق الأوسط لا تُريد الاختيار بين الولايات المتحدة أو الصين، إذ أنها تعتقد أن التشعب ممكن أي الانخراط مع الصين في الأمور التجارية وفي نفس الوقت مع الولايات المتحدة بشأن تحديات الأمن القومي التقليدية ولعل أبرز أولئك هم ساسة الامارات حيث قال المستشار الدبلوماسي الإماراتي “أنور قرقاش” مؤخرًا إن “العلاقات الاقتصادية يمكن أن توجد بشكل منفصل عن الاهتمامات الأمنية والسياسية…”، ولكن الرد الأمريكي على أولئك في الجلسات المغلقة وفي دراسات وتقارير البحوث المختصة هو أن “الأمن الاقتصادي هو الأمن القومي ولا يمكن أن يكون هناك تمييز بين الاقتصادي والأمني”، وقد سبق لوكيل وزارة الدفاع الأميركية للسياسة “كولين كال” قد حذر من المنامة في نوفمبر الماضي من أن الصين “تتبع علاقات تستند فقط إلى فترة مصالحها الضيقة في معاملاتها التجارية والجيوسياسية…”، ومع ذلك لا تزال جهات فاعلة في الشرق الأوسط وشمال فريقيا ترى في “بكين” قوة حميدة تقدم تعاونًا مربحًا للجميع ومزايا اقتصادية بدون قيود، وفي نفس الوقت لا ترى نفس تلك الجهات الصين تهديد أو على الأقل ليس بالطريقة نفسها التي تنظر بها “واشنطن”.

2- ثانيا، لن تتوقف الولايات المتحدة عن الضغط على دول شمال افريقيا والشرق الأوسط بشأن علاقاتها مع الصين إذ قد يؤدي الاستسلام أيضًا إلى المخاطرة بالتلميح إلى أن مخاوف الولايات المتحدة قد تضاءلت ولكن مجرد الاستمرار في الضغط على الدول لن يكون كافياً لتغيير وجهات نظر هذه البلدان أو سلوكها أو علاقاتها مع الصين، والثابت أن البنية الثنائية التي تعتبر فيها الولايات المتحدة الشريك الأمني للدول العربية والصين هي الشريك الاقتصادي تتجاهل الأدوار الجوهرية التي يلعبها حلفاء الولايات المتحدة كشركاء تجاريين واستثماريين في جميع أنحاء الشرق الأوسط وعلى سبيل المثال، تعتبر الصين أكبر شريك تجاري للإمارات العربية المتحدة بينما الهند تأتي في المرتبة الثانية وبعدها اليابان في المرتبة الثالثة، تليها الولايات المتحدة، والأهم من ذلك أن الهند واليابان لديهما أيضًا مشاكل مع الصين، أما بالنسبة إلى المملكة العربية السعودية فتعد الصين أكبر وجهة تصدير لها ولكن الولايات المتحدة والإمارات وألمانيا والهند تأتي في المراكز الخمسة الأولى، وقد يكون النهج الأكثر ذكاءً بالنسبة إلى الولايات المتحدة هو إنهاء رواية المنافسة الاستراتيجية الثنائية والاستفادة بدلاً من ذلك من شبكات الحلفاء والشركاء لتطوير المزيد من التحالفات متعددة الأطراف، مثل الهند وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة ومجموعة الولايات المتحدة (أي I2U2) وهذا من شأنه تلبية المتطلبات الاقتصادية والتنموية التي تجعل الصين شريكًا غير جذاب لدول الشرق الأوسط…

3- ثالثا، معلوم أن أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان والهند جميعًا قد عانت من النهاية الحادة لفن الحكم الاقتصادي الصيني ومجموعة كبيرة من المشكلات المرتبطة باحتضان التكنولوجيا الصينية، ويمكن أن تساعد “كانبيرا” في تقليص الرصاص الصيني في المعادن الهامة ويجب أن يكون هناك اتفاق رسمي مع سيول وتايبيه كبدائل عالمية غير أميركية لأشباه الموصلات، نظرًا لريادة Samsung وSK Hynix وTSMC في هذا المجال، وتقود طوكيو بالفعل الجيل السادس ويمكن إدخالها في الاتفاقيات السعودية – الأميركية للتعاون المشترك حول هذا الموضوع، ويُمكن للهند أيضا أن تكون أكثر من بديل للإنتاج والاستهلاك، بالنظر إلى سكانها المنافسين لسكان الصين، ويعتبر محللون أن الضربة القاضية للولايات المتحدة هي أنها تطالب بمطالب صارمة بعدم العمل مع الصين دون تقديم بدائل معقولة، ويشير أولئك إلى أن الأسواق البديلة القابلة للحياة هي المفتاح ويمكن لحلفاء الولايات المتحدة توفيرها، وتلك الهياكل الجديدة لا تعني أن الولايات المتحدة تتخلى عن جهودها في هذه القطاعات؛ لكن التعاون مع الحلفاء هو الطريقة الوحيدة لتزويد شركاء الشرق الأوسط بالبدائل التجارية والاستثمارية الكافية للصين في هذه القطاعات، مع حماية مخاوف الأمن القومي للولايات المتحدة.

** خلاصات حول التوجهات الأمريكية الجديدة وهندسة الاستراتيجيات تجاه بكين وموسكو وخاصة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا     

1- أولا، لا شك أن واشنطن قد سارعت الى تنفيذ وتنزيل مخرجات القمة الثانية التي عقدتها مع الدول الافريقية وأنها بناء على ذلك قد استفادت كثيرا في مربعات القارة السمراء شمالا وغربا وشرقا بل وفي وسطها أيضا:

  • شمال القارة: فواشنطن حاضرة بقوة في ترتيبات الملف الليبي وهي تؤكد على أهمية تنامي شراكاتها مع المملكة المغربية ومن سياسة التوازن التي يعتمدها الجزائريون بين روسيا من جهة وبين الغرب من جهة ثانية كما أن حضورها في تونس وموريتانيا جد مهم ورئيسي…
  • غرب ووسط القارة: استفادة واشنطن تراكمية كميا في وسط القارة واستراتيجية في غربها وخاصة بعد ما حدث للفرنسيين ومن ثم سيتم إعادة بناء حضورهم المستقبلي هناك…
  • القرن الافريقي وشرق القارة: تنامي الشراكات وحضور استباقي عبر حضور كمي للشراكات والمساعدات للدول الحليفة والوظيفية حيث من المتوقع أن تستفيد أيضا مما قد يوفره التعاون الجماعي بين تلك الدول خاصة وانه سيتحول الى ركيزة أمنية قوية يمنع هروب عناصر حركة الشباب إلى دول الجوار في المستقبل…

2- ثانيا، ان واشنطن لا تزال حاضرة بقوة في الشرق الأوسط رغم أولويات ثانية خلال السنوات الثلاث الماضية وأن خطوطها الحمراء الثلاث (انسياب النفط – التصدي للإرهاب – منع الروس من التمدد السياسي والعسكري) هي ملامح كل استراتيجياتها وأنها لم ولن تسمح لأي كان بالمساس بها لا من طرف بكين ولا من الحلفاء والشركاء تحت أي مبرر…

3- ثالثا، رغم الخلافات في التقييم بين المراقبين والمتابعين فإن الثابت أن الولايات المتحدة قد دخلت مرحلة جديدة في المواجهة مع المارد الصيني وخاصة في الشرق الأوسط وشمل افريقيا وان كانت فعليا قد حققت نجاحات في مواجهة موسكو في المنطقتين فإنها مع بكين لا تزال تقطع الخطوات الأولى عبر خطوات سريعة نعم ولكنها تبدو غير مقنعة لبعض الشركاء وخاصة في ظل تقييم من طرف بعض المراقبين من أن رسالة واشنطن لا تلقى صدى لدى حلفاء الشرق الأوسط في الوقت الحالي وحان الوقت لإقامة شراكة أفضل مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطق حسب راي أولئك بينما يتجه الدبلوماسيون الامريكيون للإقناع بسردية أن بدائل واشنطن المعروضة هي نوعية وكافية وخاصة انها تتمثل في بدائل تجارية واستثمارية كبرى ومن ثم فانه يمكن القطع مع بكين ومحاصرتها ولو بطرق ناعمة وهو ما يعطي فكرة واضحة على الملامح الرئيسية للاستراتيجية الأمريكية الجديدة…

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إغلاق